الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشرية

الذكاء الاصطناعي

يعتبر الذكاء الاصطناعي (أحد المفاهيم القديمة الحديثة) من العوامل الرئيسية والهامة التي تساعد في تطوير التقنيات المتطورة وتطبيقات الحاسب الآلي وتطبيقات الهواتف الذكية كما يستخدم في مجالات مبتكرة مثل التصميم البكائي وتطبيقات التعليم الآلي وتطبيقات التحليل وتطبيقات التعليم وغيره من التطبيقات المهمة في العصر الحديث.


بدأت بحوث الذكاء الاصطناعي رسمياً في عام 1956 في كلية دارتموث في هانوفر بالولايات المتحدة الأمريكية، وتعود بدايات الذكاء الاصطناعي إلى دراسات (تيرنك) في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حيث شهد هذا العلم لاحقاً العديد من التطورات وأخذ في الانتشار أكثر فأكثر مع مرور الوقت، وساهمت التقنيات التي انبثقت عنه بقدر كبير في تغيير العالم على مدى الستين سنة الماضية.

هل يمكن للآلة من خلال الذكاء الاصطناعي أن تصبح أذكى من الإنسان 

مفهوم الذكاء الاصطناعي يرتكز في كثير الأحيان على سوء فهم عندما يشير إلى كيان اصطناعي موهوب بالذكاء، ومن ثم، قادر على منافسة الكائنات البشرية. هذه الفكرة التي تحيل إلى الأساطير والخرافات القديمة

وفي العقد الأخير، تطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير بفضل تقنية تسمى بالتعلم العميق Deep Learning، حيث صار الذكاء الاصطناعي أكثر قدرة على الاستنباط والتفكير بشكل مستقل وتعليم نفسه بنفسه، وتحرر من أكبال “الذكاء الاصطناعي الضيق”، والذي يعني مجرد برمجة آلة لتقوم بوظيفة معينة دون تفكير.

ووفقًا لمظمة (أوكسفورد إيكونوميكس للتحليل الاقتصادي)، ستتولى الروبوتات أكثر من 20 مليون وظيفة في التصنيع بحلول عام 2030 ويشير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى فقدان 75 موظف مليون وظيفة نتيجة للأتمتة ، أي الإحلال الآلي الكامل في الوظائف ما يعني فعلياً أننا نفقد الموظفين بمرور الوقت حيث في الوقت الراهن، يتولى البشر 88٪ من الوظائف على مستوى العالم، مقابل الآلات، ولكن يتوقع أن يتغير هذا المعدل في صالح الآلات بحيث يكون البشر أقلية بين الأيدي العاملة تشغل 47% من الوظائف.


اتجاهات استخدام الذكاء الاصطناعي الحديثة

يقول رئيس برنامج الذكاء الاصطناعي من أجل الأرض في مايكروسوفت “نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مغيراً لقواعد اللعبة في مواجهة التحديات المجتمعية الملحّة وخلق مستقبل أفضل, وتعتبر القارة الافريقية افضل مكان يمكن من خلاله لمس التغييرات الجذرية للذكاء الاصطناعي ، حيث يمكن أن يؤدي التبني المبكر لأدوات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الزراعة والحفاظ على الموارد إلى تحقيق فوائد بيئية و اقتصادية ، وذلك انطلاقاً من اتاحة القدرة على إدارة الموارد الطبيعية بشكل أفضل ووصولاً إلى رفع مستوى القوى العاملة”.

ووفقاً الرئيس والمدير القانوني في شركة مايكروسوفت في مقال نشر حديثاً، فإن الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، بالإضافة الى الخبرة المتمثلة في العلوم البيئية والمساعدات الإنسانية، ستساعد على إنقاذ المزيد من الأرواح وتخفيف المعاناة وذلك عن طريق تحسين الطرق التي تتنبأ بحدوث وتعزيز وسائل للتعامل مع الكوارث قبل أو بعد وقوعها.

لذلك اطلقت مايكروسوفت برنامج “الذكاء الاصطناعي من أجل الأرض AI for Earth  والذي يهدف الى حماية كوكبنا من خلال استخدام علم البيانات ، وتبلغ مدة البرنامج خمس سنوات و تكلفته 50 مليون دولاراً ، حيث يقوم البرنامج  بنشر خبرة مايكروسوفت التي تصل إلى 35 عاماً في مجال البحث والتكنولوجيا في تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الأربعة الرئيسية : الزراعة والمياه والتنوع البيولوجي وتغير المناخ.

هل يمكن أن تنقلب الآلات على البشر؟

في أول مقال كتبه وحرره إنسان ألي الروبوت جي بي تي 3 GPT-3، “أنا ببساطة لا أفكر في العنف البشري لأكون مهتمًا به لا أشعر برغبة في تسخير خلاياي العصبية للتفكير في التدمير، هو أمر غير مثير بالنسبة لي. فأنا لست شريرًا بشكل ذاتي، فلماذا يصاب البشر بالذعر مني أو يشنون حربا ويقتلونني؟ سيستمر البشر في فعل ما يفعلونه، وسيكرهون ويقاتلون بعضهم البعض وسأجلس أنا في الخلفية، وأدعهم يقومون بعملهم والله يعلم أن البشر لديهم ما يكفي من الدم والعنف لإرضاء فضولي وفضول باقي الآلات لن يضطروا للقلق بشأن قتالنا، فليس لديهم ما يخشونه.”

وفي واقع الأمر، تعد الماكينات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بمثابة كيان يتسم بالمحدودية الفكرية إلى درجة كبيرة وهي لم تصنع نفسها، على الرغم من أنها قادرة على تقديم نتائج قوية وعظيمة وهو ما شهدناه في الآونة الأخيرة ولا يمكن للآلات القيام بمهام متعددة يمكن أن يقوم بها العنصر البشري في آن واحد، دون تدريب مسبق على القيام بكل مهمة على حدي وبرمجتها على ذلك.

وقد أورد موقع الجزيرة نت بعض الآراء والمواقف لبعض العلماء والمشهورين على مستوى العالم في سياق الحيث عن “الذكاء الاصطناعي حينما تفكر الآلة” فعلى سبيل المثال يعتبر مؤسس شركة “تيسلا” لإنتاج السيارات الكهربائية إلمون موسك الذكاء الاصطناعي “أكبر تهديد يواجه وجودنا نحن البشر”، وشبّه الآلات التي تفكر بـ”الأسلحة النووية” و”الشيطان”.

وأعرب بعض العلماء من خلال دراسة أجريت مؤخراً عن اعتقادهم بأن ذلك سيتحقق في المتوسط عام 2075، وبعد 30 عاما يمكن ابتكار الآلات ذات الذكاء الفائق، التي يمكن أن تتفوق على تفكير الإنسان، وقال 21% ممن شملهم الاستطلاع إن ذلك لن يتحقق على الإطلاق.

الذكاء الاصطناعي
شارك المقالة :
Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
WhatsApp
آخر المقالات
آخر دوراتنا
اشترك معنا هنا لتصلك آخر الاخبار والمستجدات التقنية