يحتفل العالم في الخامس من يونيو من كل عام باليوم العالمي للبيئة، أو يوم البيئة العالمي، فمنذ العام 1973 ميلادية وتحت شعار أرض واحدة دأبت الأمم المتحدة على تعزيز توجهاتها بخصوص تطوير السياسات البيئية الدولية وتذكير الدول بقضايا البيئة المختلفة، حيث تم عقد أول اجتماع دولي بهذا الصدد في ستوكهولم (السويد) وكان يهدف لصياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدي الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها.
في السنوات اللاحقة ، تطور الاهتمام بيوم البيئة العالمي بهدف زيادة الوعي بالمشاكل التي تواجه بيئتنا مثل تلوث الهواء ، وتلوث البلاستيك ، والتجارة غير المشروعة، وزيادة مستوى سطح البحر، والأمن الغذائي ، من بين أمور أخرى.
أبرز مرتكزات يوم البيئة العالمي:
تركز الأمم المتحدة على ابراز بعض القضايا والجوانب في كل عام والتي تتمثل في:
- زيادة الوعي بالقضايا البيئية وأهمية مواجهة الأخطار والمهددات.
- رصد كافة القضايا البيئية، وتقييم مستوياتها وتوجیه الإنذار المبكر لاتخاذ الإجراءات الحاسمة فیما يخص سلامة البیئة ومواردھا.
- · تشجيع الأنشطة البیئیة فى مختلف أنحاء العالم.
تقديم المشورة الفنیة والقانونیة للحكومات والمؤسسات المعنیة بالبیئة فى مختلف بلدان العالم.
ويصادف هذا العام الذكرى الخمسين ليوم البيئة العالمي، والذي سيركز على حلول للتلوث البلاستيكي، باستخدام الهاشتاج والشعار # التغلب_على_التلوث البلاستيكي حيث يتم إنتاج أكثر من 430 مليون طن من البلاستيك سنويًا في جميع أنحاء العالم، يتم إعادة تدوير أقل من 10% وما يقدر بنحو 19-23 مليون طناً ينتهي بها المطاف في البحيرات والأنهار والبحار سنويًا فضلاً عما يسببه حرق البلاستيك من تلوث شديد للبيئة.
جهود المملكة لحماية البيئة:
رفعت المملكة العربية من سقف اهتمامها بحماية البيئة وجعلته من الأنظمة الأساسية التي تبنتها في إطار رؤية المملكة 2030 والتي استطاعت أن تحقق نقلة نوعية في التقليل من نسبة التلوث البيئي وحماية البيئة، حيث تواجه المملكة الكثير من التحديات البيئية نتيجة النمو السكاني والاقتصادي المستمر، والطلب المتزايد على الطاقة والمياة والتطور العمراني الكبير إلى خلق هذه التحديات البيئية بالمملكة.
وقد بذلت الحكومات السعودية المتعاقبة جهودها الكبيرة في سبيل حماية البيئة ومواردها البحرية أو البرية أو الزراعية … الخ، ويمتد الامر لإبتداع الاستراتيجيات التي من شأنها الحفاظ على التربة والمياة والهواء والطقس من التلوث.
بعض ملامح إجراءات المملكة العربية السعودية في الحفاظ على بيئة آمنة وصحية:
أولاً: جهود المملكة في الحد من التلوث:
تقوم الإدارة العامة لجودة الهواء التابعة للهيئة العامة للأرصاد بتقييم ودراسة جودة الهواء في المملكة العربية السعودية وبحث حالة البيئة الهوائية فيها، ومن ثم تحديد أكثر المناطق تلوثاً بالمملكة ووضع الحلول والخطط اللازمة والضرورية للحد من ذلك التلوث ومختلف الطرق التي يتم استخدامها لخفض المعدلات المستقبلية للتلوث.
ثانياً: جهود المملكة في الحد من تلوث المياة
المياة ضرورية من أجل تلبية الإحتياجات البشرية ومتطلبات إدارة البيئة والحفاظ على استدامة التطور الاقتصادي، وبالرغم من مدى ما تشغله المياة من أهمية فإن المملكة تواجه الكثير من التحديات بسبب مخزونها المحدود غير المتجدد للمياه الجوفية والتي تشهد الاستنزاف المتسارع بسبب ارتفاع الطلب على المياة في القطاعات المختلفة.
وتسعى وزارة البيئة والمياة والزراعة بشكل دائم لتطوير إطار مرجعي موحد خاص بأوضاع المياة يشتمل على استراتيجية للماء تهدف إلى دمج السياسات والتوجهات بقطاع الماء على الصعيد الوطني والحلول دون تفاقم المشكلة، مع إطلاق مبادرات التوعية بأهمية ترشيد استهلاك المياة والعمل على منع تلوثها.
جدير بالذكر أن المملكة أطلقت بعض المشاريع والتي شملت:
- مشروع ومبادرة السعودية الخضراء
- مشروع مركز الزراعة الصحراوي
- مشروع صندوق أبحاث للبيئة والطاقة
- مشروع المملكة صحية والذي يعد من أكبر مشاريع الإعمار البيئي في تاريخ المملكة
ختاماً فقد شهدت المملكة مؤخراً نقلة نوعية في إطار الإهتمام بالبيئة وسخرت لذلك الإمكانيات اللازمة، وقد تضمنت رؤية المملكة العربية السعودية 2030، برنامج جودة الحياة، والذي نص على تحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم افراده بأسلوب حياة متوازن، وذلك من خلال تهيئة البيئة اللازمة لخلق منظومة صحية واجتماعية لكافة أفراد المجتمع.
