يُعاني اليوم ما يربو عن 7 ملايين شخص من اضطراب المخدرات غير المشروعة، وتنجم حالة وفاة واحدة من كل أربع حالات عن تعاطي المخدرات، وفي الواقع؛ ترتبط الكثير من الوفيات والأمراض والإعاقات باضطراب تعاطي المخدرات أكثر من أي حالة صحية أخرى يمكن الوقاية منها ويعتبر إدمان المخدرات من أكثر الأسباب التي تعرض حياة الأشخاص للإصابات والحوادث والمشاكل والعنف المنزلي.
ما هي المخدرات
يطلق لفظ المخدر على ما يُذهب العقل ويغيبه، والمخدرات هي مواد كيميائية يمكن أن تغير طريقة عمل جسمك وعقلك وغالباً تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ومع استمرار تعاطيها تولد رغبة قهرية للاستمرار في تناولها أو الحصول عليها بأي وسيلة، مع الميل إلى زيادة الجرعة رويداً رويداً حتى تسبب ضرراً جسيماً قد تكون نهايته الموت، حيث أنه ومع الاستخدام طويل الأمد والجرعات الكبيرة التي تولد آثار سلبية يمكن أن تضر بصحتك بشكل خطير ، بل وتسبب الوفاة ، بما في ذلك الأمراض التي تسببها المخدرات، والتلف الدائم للدماغ والأعضاء الأخرى.
ويعد تناول المخدرات من أخطر الآفات التي تعاني منها المجتمعات قاطبة فقد انتشرت بشكل مخيف في الآونة الأخيرة، وأثرت على حياة عشرات الآلاف من الأشخاص على المستوى النفسي والجسدي والاجتماعي وغيّرت من طريقة تفكيرهم وسلوكياتهم، ولم تقتصر أضرار المخدرات على الفرد، بل امتدت لتشمل الأسرة والمجتمع بأسره، مما يعني خطر شيوع الفساد الأخلاقي، والعنف، والجريمة بشكل لا يمكن السيطرة عليه في بعض المناطق.
لماذا تعتبر المخدرات خطرة؟
يمكن للمخدرات والتي تدعى أيضا بالعقاقير غير المشروعة أن تلحق الضرر بالدماغ والقلب والأعضاء المهمة الأخرى، الكوكايين ، على سبيل المثال، يمكن أن يسبب نوبة قلبية في جميع المراحل العمرية وأثناء تعاطي المخدرات ، يكون الأشخاص أيضًا أقل قدرة على الأداء الجيد في المدرسة والرياضة والأنشطة الأخرى وغالبًا ما يكون من الصعب التفكير بوضوح واتخاذ قرارات جيدة بالإضافة إلى ذلك يمكن للناس أن يفعلوا أشياء خطيرة قد تؤذيهم – أو تؤذي الآخرين – عندما يتعاطون المخدرات.
تأثير المخدرات:
لا تؤثر المخدرات على جسمك الجسدي وصحتك فحسب ، بل يمكن أن تؤثر على صحتك العقلية وأموالك وعلاقاتك وحياتك الاجتماعية وسجلك الإجرامي.
ويتسبب كل عقار في تفاعلات جسدية مختلفة ، اعتمادًا على نوع الدواء. سيجعلك بعضها تشعر بمزيد من اليقظة واليقظة والحيوية. سوف يمنحك الآخرون شعورًا بالهدوء والاسترخاء. البعض يغير تصوراتك ويمكن أن يسبب الهلوسة. قد يجعلك الآخرون تشعر بالخدر.
كيف تعمل المخدرات؟
المخدرات هي مواد كيميائية أو مواد تغير طريقة عمل أجسامنا ورغم أن بعضها أدوية تساعد عدد محدود من المرضى عندما يصفها الأطباء لهم إلا أن الكثير ليس لديهم استخدامات طبية أو فوائد، وعند تناول العقاقير المخدرة (عادة عن طريق البلع أو الاستنشاق أو الحقن)، تجد طريقها إلى مجرى الدم ومن هناك تنتقل المادة المخدرة إلى الدماغ وأجزاء أخرى من الجسم، وفي الدماغ ، قد تؤدي الأدوية إلى تكثيف الحواس أو إضعافها ، وتغيير مدى اليقظة أو الشعور بالنعاس وبسبب الطريقة التي تعمل بها هذه الأدوية على الدماغ ، فإنها تؤثر على القدرة على اتخاذ الخيارات والقرارات الصحية ويجعل الناس أكثر عرضة للانخراط في مواقف خطيرة جداً.
مخاطر تعاطي المخدرات
تعاطي المخدرات بشكل عام ينطوي على مخاطر جسيمة ويمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات إلى الاعتماد والإدمان، والإصابة والحوادث، والمشاكل الصحية، ومشاكل النوم، وأكثر من ذلك وعلى سبيل المثال (الكوكايين) يسبب إدمانًا شديدًا، ويتسبب الكوكايين في وفاة واحدة من كل خمسة جرعات زائدة؛ وتشمل آثاره الصحية الربو وتسوس الأمعاء وزيادة خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
يمكن الحديث عن مخاطر المخدرات ضمن زاويتين:
أولاً: المخاطر على الصحة النفسية:
هناك طرق مختلفة يمكن أن تؤثر بها الأدوية على صحتك النفسية بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن يؤدي تناول الأدوية إلى مشاكل صحية نفسية طويلة الأمد ويمكن أن تزيد المخدرات من خطر الإصابة بالقلق أو الاكتئاب والفصام والقلق والذعر
وكثيرًا ما ترتبط مشكلات الصحة العقلية مثل الاكتئاب، والتأخر في النمو ، واللامبالاة ، والانسحاب ، وغيرها من الاختلالات النفسية الاجتماعية ، بتعاطي المخدرات والشباب الذين يتعاطون المواد المخدرة هم أكثر عرضة من غير المستخدمين لمشاكل الصحة العقلية والنفسية، بما في ذلك الاكتئاب ؛ مشاكل السلوك واضطرابات الشخصية والأفكار الانتحارية ومحاولة الانتحار والانتحار بالإضافة الى المخاطر التالية:
- حدوث تغيرات مزاجية مفاجئة.
- وجود نظرة سلبية على الحياة.
- فقدان الدافع.
- اكتئاب.
- قلق.
- الإصابة بنوبات الذهان.
ثانياً: المخاطر على الصحة الجسدية:
يمكن أن يكون لتعاطي المخدرات تأثير خطير على الصحة حيث الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز أو غيره من الأمراض المنقولة جنسياً ومن الآثار الجسدية لتعاطي المخدرات أيضاً ما يلي:
- الشعور بالغثيان أو البرد أو التعرق أو الاهتزاز عند عدم تناولها.
- § ارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية.
- مشاكل في الكبد والبنكرياس.
- بعض أنواع السرطان مثل سرطان الكبد وسرطان الأمعاء وسرطان الفم.
- صعوبة في العلاقة الحميمية وصعوبات الحمل.
- مشاكل القلب والأوعية الدموية أو سكتة دماغية.
- مشاكل في الجهاز التنفسي.
- تقلص المرض، مثل التهاب الكبد B و C.
- عدة أنواع من السرطان.
- التهاب الشعب الهوائية المزمن أو سرطان الرئة.
- نوبات الربو القاتلة وأمراض الأوعية الدموية الرئوية.
الوقاية من إدمان المخدرات:
من أفضل الطرق للوقاية من المخدرات هي عدم تعاطيها وينبغي أخذ الحيطة والحذر من احتمالية تناول أي نوع من أنواع المخدر كما يجب الوقاية من الانتكاس والوقوع في وحل المخدرات وتجنب المواقف التي تزيد فرصة تعاطي المُخدرات، وطلب الرعاية الطبية الفورية عند تعاطيها.
ومن الأسباب التي تساعد في الوقاية من المخدرات والإدمان عليها ما يلي:
- تعزيز الوازع الديني لدى أفراد الأسرة
- التوعية الشاملة للجميع بمخاطر المخدرات وآثارها المدمرة على المجتمع والأسرة والدولة.
- التركيز على المبادئ والثوابت.
- التركيز على الجوانب الصحية ومدى تأثير المخدرات على الصحة العقلية والنفسية والجسدية.
- تنمية اهتمامات أفراد العائلة بأنشطة إيجابية كالرياضة.
- تعليم الأبناء كيفية التعامل مع الضغط النفسي والإحباط.
- § تجنب العنف والقسوة في التعامل مع الأبناء
- مساعدة أفراد الاسرة في تكوين الصداقات والبعد عن أصدقاء السوء.
- اللجوء الى الجهات الطبية فور تعاطي المخدر أو الانزلاق في أي نوع من أنواعه
