اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف والمبادرات السعودية المجتمعية 

منذ سنوات عديدة؛ رسخت المملكة مبدأ التنمية المستدامة، من خلال مشاركتها على الدوام في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، وذلك لرفع الوعي بالأخطار المتفاقمة للتصحر وأهمية المحافظة على التنوع الحيوي، وبذلت جهوداً كبيرة في مجالات مكافحة التصحر والجفاف، والعناية بالموارد الأرضية من غابات ومراعي وأراضي زراعية والتي هي مصدر الحياة. 
اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف والمبادرات السعودية المجتمعية

اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف والمبادرات السعودية المجتمعية 


يحتفل العالم في السابع عشر من يونيو كل عام باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، والذي يهدف الى جذب انتباه المنظمات البيئية بخطورة زيادة الرقعة الصحراوية، ويعتبر هذا اليوم من أهم الأحداث العالمية التي يحاول العالم فيها الحد من الجفاف ومكافحة التصحر من خلال إجراءات تتم على مستوى الدول وإجراءات أخرى على مستوى المجتمعات والأفراد. 

ويعتبر الجفاف من أكثر الكوارث الطبيعية تدميراً من حيث الخسائر التي تنجم عنه سواءً كانت خسارة في الأرواح أو الخسائر المادية؛ مثل فشل المحاصيل، وحرائق الغابات، وتلوث المياه، وما إلى ذلك،  وقد تفاقمت حالات الجفاف على الأرض وازدادت ما أدى لتضرر ما يزيد عن 55 مليون شخص سنويًا، ومن المتوقع أنه بحلول عام 2050 سيشمل تأثير الجفاف ثلاثة أرباع سكان العالم.  
وضمن جهود الأمم المتحدة فقد قامت بصياغة معاهدة لمكافحة التصحر في ديسمبر 1996م، والتي تلزم الدول المعنية بتنفيذ إجراءات على أرض الواقع لمكافحة التصحر وحماية البيئة والمصادر الطبيعية، وصادق عليها في ذلك الوقت ستون دولة، منها المملكة العربية السعودية. 

شعار العام 2023: 

يركز اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف في العام 2023م على حقوق المرأة في الأرض تحت شعار أطلقته الأمم المتحدة (يوم التصحر والجفاف 2023 – أرضها وحقوقها) وسيتم إقامة الحدث الرئيسي في نيويورك وسيتم التركيز على حقوق المرأة وتعزيز أهداف التنمية المستدامة الأخرى.  

وتبرز أهداف اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف في بعض الأمور التي يمكن إجمالها في التالي: 

  • مناقشة حالة الجفاف في الطبيعة بسبب النشاط البشري. 
  • دراسة سبل التحصين ضد الجفاف، وتحسين استعداد البلدان للتعامل مع الجفاف. 
  • العمل بالتزام وتضامن للتعامل مع الكوارث التي يسببها الجفاف. 
  • اقتراح حلول لضمان عدم فقدان الأرواح وسبل العيش بسبب الجفاف. 
  • تعزيز مشاركة المجموعة في مقاومة الجفاف. 

التصحر والدول العربية: 

تعد معظم الدول العربية ضمن المناطق القاحلة ذات الأنظمة البيئية الهشة بحكم موقعها الجغرافي، نظرا لارتفاع درجات الحرارة وتذبذب كمية الأمطار؛ مما أسهم في تزايد الآثار السلبية لهذه الظاهرة، ودفع البلاد إلى البحث عن طرق لمقاومة هذه العوامل عبر مبادرات مختلفة تطلقها بعض الحكومات في الدول العربية وخصوصا في المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص. 

جهود المملكة في مواجهة الجفاف والتصحر: 

منذ سنوات عديدة؛ رسخت المملكة مبدأ التنمية المستدامة، من خلال مشاركتها على الدوام في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، وذلك لرفع الوعي بالأخطار المتفاقمة للتصحر وأهمية المحافظة على التنوع الحيوي، وبذلت جهوداً كبيرة في مجالات مكافحة التصحر والجفاف، والعناية بالموارد الأرضية من غابات ومراعي وأراضي زراعية والتي هي مصدر الحياة. 

وأطلقت المملكة عشرات المبادرات ومن أهمها “السعودية الخضراء” و”لنجعلها خضراء” والتي أعلنت بأن أهدافها تتضمن تنمية الغطاء النباتي والحد من آثار التصحر واستعادة التنوع الأحيائي في البيئات الطبيعية وتشجيع المشاركات المجتمعية على المحافظة على الغطاء النباتي وتعزيز السلوكيات الإيجابية والممارسات السلمية للمحافظة على بيئة المواطن. 

مبادرات تنموية مستدامة لمواجهة التصحر والجفاف: 

أطلق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر مشاريع تنموية في مجال الحفاظ على الغطاء النباتي تبلغ أكثر من 155 مشروعا بتكلفة تجاوزت 1.5 مليار ريال سعودي (400 مليون دولار)، فضلا عن وجود 73 مشروعا تحت الدراسة حاليا بالإضافة إلى وجود 8 مبادرات مليارية في مجال زيادة الغطاء النباتي في البلاد وإعادة تأهيل الأراضي التي تعرضت للحرائق أو الإتلاف  وفق ما أعلن مدير الإدارة العامة للتنوع النباتي ومكافحة التصحر في السعودية، عبد الله البريك. 

وأطلقت المملكة أيضا في وقت سابق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لرفع مستوى التنسيق العربي والذي توج بعقد قمة بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في المملكة العربية السعودية ونتج عنها عدد من المبادرات والبرامج العملية في تنسيق الجهود لتهيئة البنية التحتية اللازمة لحماية البيئة وخفض معدلات التصحر والجفاف. 

ودعت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لتكاتف الجميع وتعاون الجماعات والأفراد للقضاء على أسباب التدهور البيئي، التي من أهمها الرعي والاحتطاب الجائر، والأساليب الزراعية الخاطئة، إضافة إلى الاستخدام غير المرشد للمياه.

وأعلنت السعودية من خلال مشروع نيوم عن خطتها بزراعة مئة مليون شجرة وشركة معادن وكذلك عدد من الجامعات الحكومية والأهلية أعلنوا عن رغبتهم بزراعة الملايين من الأشجار والنباتات المناسبة لمناخ المملكة والصديقة للبيئة. 

وفى ذات السياق يلاحظ سكان المملكة في جميع مناطقها اهتمام الدولة بمكافحة التصحر من خلال زيادة عدد ومساحة المناطق المحمية في المملكة، وإعادة الحياة الفطرية إليها وما تقوم به بلديات المدن من تشجير الحدائق والشوارع. 

نستطيع القول بأن الجفاف والتصحر يهددان الحياة الفطرية ونمو الغطاء النباتي الذي يؤدي لاحتمالية فقد أرواح بشرية، وبوعينا بأسبابه وطرق مكافحته نحافظ على مستقبل أفضل لبيئتنا وأرضنا، لذلك مطلوب من الجماعات والأفراد إبداء الحرص الشديد على كل ما من شأنه تعريض البيئة للجفاف والتصحر.  

اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف والمبادرات السعودية المجتمعية
التصنيفات:
الوسوم:
شارك المقالة :
Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
WhatsApp
آخر المقالات
آخر دوراتنا
اشترك معنا هنا لتصلك آخر الاخبار والمستجدات التقنية